المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢١
صورة
  عن الإغواء الكاذب للمكان 6 - يناير - 2021  فدوى العبود  0   حجم الخط لطالما سألت نفسي عن الإغواء الذي يشدني لشخصية «زوربا» لم يكن ذلك بسبب الإجماع الذي ينسى فيه المرء نفسه وينساق بروح الانبهار العموميّة؛ حيث يمكن فقدان السبب الذي لأجله نقع في غرام فكرة، أو فيلم أو مكان، أو حتى شخص. ولا بسبب علاقاته النسائية التي جعلت زميلي يحاول جاهداً أن يكونه، مختزلاً صورته كما فعل كثيرون إلى رقصةٍ أو مجرد مغوٍ. لا أذكر بالضبط سرُّ جاذبيته، وما تبقى في ذهني سوى كلمة واحدة «الكرز». ما علاقة زوربا بالكرز، لا بدّ أني نسيت، فقد مرّ وقت طويل. وسأكتب الآن بدون عودة للرواية، لأحتفظ بروح الجهل الأصليّة والأصيلة حيّة في داخلي. أسأل نفسي هل كان يحب الكرز؟ وما علاقة ذلك بالهدية التي أحضرتها لي زميلتي من سرغايا ظهيرة يوم جميل «صندوق كرز صغير» كنت أعيش على سفرة الدرج بمحاذاة باب السطح، غضّت الإدارة الداخليّة للسكن، الطرف عني، فقد كنت أنظف المكان بروح مستخدم مخلص، كما أن وجودي يمنع حالات الانتحار بين العاشقات الخائبات. وهي على ندرتها تسبب ذعراً وإرباكاً للجميع. كانت علاقتي بالمكان تشبه علاقة المكان بي، وعلاقة ال
عصر أفول الفكاهات.....   تبدو الحياة بحسب هوراس والبول “كوميديا لمن يفكر و تراجيديا لمن يشعر”، والبحث عن سبب منطقي لما يحدث في عالمنا اليوم أشبه برحلة دون كيخوت البائسة، فأن تسأل “لم حدث ذلك؟” هو أشبه بالسؤال الساذج “لماذا أحرق نيرون روما؟” وإن جواباً مثل: “لا لشيء، أحرقها كي يتسلى”، قد يبدو أكثر إقناعاً من غيره. عندما قابلت جاري عند مدخل البناء سألني: “لماذا يحدث للسويداء ما يحدث؟  لماذا يموت أبناؤها دون رحمة؟” كانت عيناه حمراوين، ولم أجبه، خرجت من المبنى وتركته يمسك بقبضة الباب مثل طفل يتعلم المشي، جاري ذاته سألني قبل أشهر: “لماذا هدموا بيتي؟” ولم أجب أيضاً. وكأنني أملك جواباً … على رصيف من أرصفة دمشق، يتمدد رجل فقد عائلته وبيته وأولاده، خلف مجموعة من الأحذية المستعملة، حين اقتربت منه صديقتي أخبرها أنه يبيع أحذية إيطالية وفرنسية، لم تفهم صديقتي فكاهة الرجل. سألته عن موعد قدوم البضاعة فأجاب وهو يشير للأعلى “ستمر الطائرة غداً وترميها لي…” ابتعدت صديقتي دون أن تنظر للخلف، فقد أفزعتها هذه الفكاهة وأوجعتها، لكن لماذا هربت؟ هل خافت؟ أم شعرت أنها ضحية سخرية؟ لا هذا ولا ذاك، فقد لسعتها الحقي