المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠
أحمليني أيتها الطرقات طويلاً بنيتك ايها البيت! يابيت الريح، المأوى الذي أزالته نفخة* لا أستطيع أن أرثي نفسي فكيف أرثي بيتاً تهدم! ماتزال صورة أم سامر جارتُنا الطيبة التي كانت تساعد أمي في تقشير الذرة- تسبقها خشخشة المفاتيح- ماثلة في ذهني؛ ثمة واحد مختلف بينها. سألت والدتي عنه فقالت " إنه يخص بيتها في فلسطين". -ولماذا يحمل الناس مفاتيح بيوت غادروها؟ " سألت أمي" -لأنهم سيرجعون إليها مرة أخرى. ردت وتابعت تقشير الذرة. اليوم وبعد منتصف الليل، وأمام باب الشقة التي استأجرتها اكتشفت أني ضيعت المفتاح في ليلة تفاقم بردها. جلست على الدرج انتظر الصباح، محاولةً أن أسليَّ نفسي بأغنية يكون لها أثر النبيذ في عروقي، أغنية من تلك التي تترنم بها جدتي يوم كانت تحرس بيتنا من القطط التائهة، والعشاق المولعين بسرقة زهورها.   لوعرفت أنها ستلزمني الآن ما سددت أذنيّ بالقطن وكنت رجوتها أن تغني المزيد!   حاولت ولم أعثر سوى على جمل مبتورة، عن رثاء لطرقات تحمل أهلها.   عن شجرة توت بريّ تلوي عنقها حين تلمح عاشِقَين؛ وعن نبتة العليق التي تخبئ أشواكها حين نمرُّ بمحاذاتها. عن الي
رواية ألعاب العمر المتقدم لا تتنازل عن أغنيتك "عندما نحلم في وحدتنا طويلاً، نَبعدُ عن الحاضر، نعيش من جديد زمن الحياة الأولى، تأتي للقائنا وجوه أطفال عديدة، لقد كنا عديدين في الحياة التي حاولنا عيشها. سنة بعد سنة نصبح شبيهين لذاتنا، نجمع كل كائناتنا حول وحدة اسمنا" ( غاستون باشلار ) 00000000000000     في سيرته كمحتال ينتحل "غريغوريو أولياس" أسماء كثيرة. (فاروني، لينو، أورينيولا) وتدور كلها حول   الاسم الحقيقيّ الذي ينأى عنه كلمّا أوغلَ في ابتكاراته، لكنه لم يكن محتالاً بل –وإذا جاز لنا التعبير فلسفياً- كان نموذجاً حقيقياً عن الروح المؤنّثة أو "ا لأنيموس" بحسبِ باشلار . أو "مجرد حالم يقظة" فمن   مقر عمله في قبو لشركة تصدير الأنبذة والزيتون، بنى عالماً كاملاً، عوّض فيه إخفاقاته ونكباته. إنّه شاعر ويدعى فاروني ، وهو المهندس الذي زار الغابات الاستوائيّة، والمناطق القطبيّة الشماليّة والأنهار الكبرى بمنطقة الأمازون، دار مرتين حول العالم، واكتشف   في المرة الثانية جزيرة صخريّة أسماها (صخرة الوداع) و قتل تماسيح بمسدس.   لقد جنحت سفينة طفول
الشفرة الآن في يدي.. يسعدني أن أخبرك، أني الآن أفضل. لقد صرت أكثر خفّة، أو لنقُل "سِّيدة الخفّة". حدث ذلك يوم افترقنا، سرت بظهر مستقيم على غير عادتي، لم أعرف السبب ولم أكن لأعرفه؛ لولا أنيّ سمعت سقوطاً مدويا أشبه بارتطام نيزك بكوكب الارض! تخيل ذاك النيزك المتفحم كان قلبي. في البداية شعرت ببرد شديد، غرست أصبعي وعثرت على ثقب صغير   مكانه. لا أخفيك أحيانا تدخل منه ريح باردة، لكنّي فعلت ما كانت تفعله أمي حين يكسر أولاد الجيران نافذتها، سددته بالخرق وبعض الأوراق التي مزقتها من كتب قرأتها .     أعذرني فقد كنت في أيامي الأخيرة ثقيلة كجيوب فرجيينا وولف الملآى بالحجارة، ولكني لا أملك شجاعتها لأُغرِق نفسي.   كان عليك أن تجرح راحة كفيّ كي أفهم ماهيتك....   كيف حال عينيك؟ أما زلت تعاني من صعوبة الرؤية. أم أنك تستطيع أن ترى جيداً الآن. العمى طبيعة أولى لك. والظلم طبيعة ثانية...     هل كان عليك أن تظهر كل تلك القسوة لتجعلني أفهم!   بما أنك لا تحبُ الإسهاب. يمكنني تشبيه ما حدث بيننا. بعبارة   قرأتها مرة على جدار     لقد هدمتني كسياج     ثم أعدت بنائي مثل قلعة * لقد